السبت، 26 فبراير 2022
وحده الحالم يصحو
دار روايات تصدر ترجمتي "وحده الحالم يصحو" للكاتبة البلغارية الأمريكية ماريّا پوپوڤا.
ماريا پوپوڤا كاتبة موسوعية لا يشق لها غبار، تعرف كيف تمسك بخيط السرد طائفةً بك بين القرون، مهووسةً بالزمن ومسكونةً بأرواح مبدعة غيَّرت وجه التاريخ. تسافر بكعبر الأزمان ذهابًا وإيابًا في فقرات متعاقبة فتشعر كأن شخصًا ما يمسك بيدك ويقودك من مكان إلى آخر بسرعة هائلة لا تستطيع معها التوقف لالتقاط أنفاسك وإلافقدت خيط السرد.
بلغة حية تقتفي پوپوڤا آثار العلاقات الفكرية والشخصية بين كُتَّاب وعلماء وفلاسفة وفنانين عاشوا قبل أكثر من مئة عام، وبعضهم قبل نحو أربعة قرون، رابطة أفكارهموقصصهم على نحو مثير للإعجاب، مذيبة الزمن بينهم كأنها تقول إن الأفكار هي نفسها على مر العصور مهما اختلف تناولها وتنوَّع، "ملقاة كالحجارة على قارعةالطريق"، وإنها تجمع البشر وتمد جسور الاتصال بينهم، وأفكارنا اليوم ليست بمنأى عن أفكار الأولين مهما بدت بثوب قشيب وتبنت وسائل لم يكن ليتخيلها أسلافنا. هممهدوا لنا الطريق واستأنفنا نحن الرحلة التي سرعان ما ستتلقفها أجيال قادمة عندما نستحيل نحن غبارًا نجميًّا في مجاهيل الكون.
بين يديها تستحيل العلوم والرياضيات والفلسفة والفنون والآداب قطعة موسيقية أخاذة معيدةً تشكيل فهمنا للواقع المعقد وتذوّق جماله. تروي قصة هذه المعارف برشاقةوتربط بينها بأسلوب آسر، فلا يمكن فصل العلوم عن الآداب ولا الآداب عن العلوم لأنها كلها تحث على البحث والاستكشاف وكلها بطريقة أو بأخرى تحكي قصة هذهالنقطة الزرقاء الباهتة السابحة في سديم الفضاء التي تدعى الأرض.
في الكتاب دعوة واضحة إلى التواضع ونبذ الغرور. يقول والت ويتمن: "كل ذرة تنتمي إليَّ بقدر ما تنتمي إليك."
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)