كأحجية الصور المقطعة تترك القارىء مُعلّقًا مع نهاية كل فصل كأنه في مأزق، ولا يكاد ينتهي من فصل حتى يتلقّف الفصلَ التالي لاهثا وراء خيط السرد وراغبا بشدة في جمع الصور المقطعة أملا في خلق حكاية كاملة مستحيلة، أملا في إيجاد آسية التي اختفت بغتة ولم تعد إلا في هيئة صوت وصمت وسؤال. ومع ذلك، تبدو القصة ظاهريا كأنها تسير في خط زمني مستقيم، لكنه في العمق متشظّ بتقاطع حكايات أخرى وشخصيات وأماكن أخرى. آسية وغزالة وحرير وسعدة وفتحية ومليحة وسلايم وسلوم وود معيوف وعشاق الغزالة: العازف ومغني الملكة والفيل الذين لا أسماء لهم سوى الألقاب، في قلب كل منهم حكاية نسجتها الكاتبة بتأنّ لتنتظم كلها في لوحة فسيفسائية لن يعدم القارئ قراءة قصته الخاصة في إحدى حكاياتها المنمنمة بأطياف الطفولة وأشباحها.
زوينة آل تويّه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق