يقرأ رواية، تقفز بين سطورها صورٌ حزينة وتفاصيل حميمة من مكان سحيق في رأسه. يعيد قراءة السطور ليعرف لماذا قرّرت السيدة الجميلة (وُو) أن تجلب محظية لزوجها الوسيم السيد (وُو) عندما بلغت الأربعين، لكن الصور والتفاصيل تعاود النطّ فوق الحروف هذه المرة مؤدية حركات بهلوانية. تتأرجح حينًا من فوق العصا الطويلة لحرف اللام الإنكليزي، وحينًا تتكوّر داخل فجوات الحروف المغلقة. أخذت الصور والتفاصيل تتداخل مع الأحداث اليومية في بيت السيدة وُو الكبير. قرّر أن يطمر فجوات الحروف ويرسم أشكالا مبهمة حول الكلمات ليطرد الصور والتفاصيل وليعرف لماذا قررت السيدة الجميلة وُو أن تجلب محظية لزوجها الوسيم السيد وُو بعد أن تقاسما الحياة عشرين عاما وأنجبت له ثلاثة أبناء. الصور والتفاصيل لا تكلّ. راحت هذه المرة تشدّ أعقاب الحروف حتى أن حرف السين الإنكليزي لم يعد حرف سين، استطال وصار يشبه حرف اللام. تغير ترتيب حروف كلمات كثيرة وبدأت أحداث جديدة في الرواية بطلتها الصور والتفاصيل. اختفت السيدة وُو وبيتها الكبير وأحفادها ووصيفاتها وطباخها الماهر وجارتها البريطانية المزعجة التي تتحدّث صينية مكسَّرة. ولم يتمكّن قطّ من معرفة سرّ قرار السيدة وُو إيجاد محظية للسيد وُو.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق